$15+

قصص تخرج من حديقتي الخلفية

Buy this

قصص تخرج من حديقتي الخلفية

رحلة دافئة عبر حكايات يومية تنبض بالحياة، نرويها كما جرت بين مقعدين في الحديقة وكوب قهوة صادق، حيث تختلط هموم الواقع ببساطة الحديث وصدق المشاعر.

في تلك اللحظة، كان المساء يتسلل إلى قلبي كما يتسلل الضوء الخافت بين أغصان الأشجار، يلون شعوري بشيء من الهدوء الممزوج بتأمل عميق. كانت الشمس تميل ببطء نحو المغيب، تلون السماء بدرجات برتقالية ناعمة، وأنا جالس في حديقتي الخلفية كعادتي، مع فنجان قهوتي المرة. لم يكن اليوم مختلفًا عن غيره، حتى دخل صديقي يوسف من البوابة الخلفية، وجلس أمامي دون أن ينطق بكلمة.

لم أكن بحاجة أن أسأله، تعابير وجهه كانت كافية لتخبرني أن شيئًا ما يثقل قلبه.

"يوم صعب؟" قلتها بهدوء وأنا أمد له كوب القهوة الثاني.

أخذ الكوب، نظر إليه للحظات، ثم تمتم: "ليس يوم فقط... بل شهور. وكأن الدنيا كلها تآمرت عليّ."

سكتنا للحظات، فقط صوت الرياح يمر بين أوراق الشجر. كنت أعلم أن يوسف يحتاج أن يتكلم، أن يفرغ هذا الحمل، فكان صمتي هو الجواب الأفضل.

"أتذكر عندما كنت أقول لك دائماً بأن العائلة أهم من كل شيء؟" هززت برأسي موافقاً.

"اليوم فهمت أن العائلة ليست دائمًا هي الحضن اللذي نتوقع أن نجد أنفسنا به." أطلق تنهيدة طويلة، وأكمل: "مشاكل مع زوجتي، ضغط العمل، ولدي اللذي أصبح بعيداً عنا، كأنه يعيش معنا في نفس البيت لكن عقله في كوكب آخر. وكل يوم أحاول أن أدير الأمور وأقول: بسيطة، ستمر... لكن الحقيقة أنها لا تمر."

ارتشفت قهوتي بهدوء، وعقلي يموج بأفكار كثيرة. كم من مرة جلستُ في نفس هذا الكرسي، أحمل نفس الشعور، وأخفيه تحت قناع القوة؟

كلنا نمر في نفس هذة المعركة، يوسف"، قلتها بصدق. "تعتقد الناس بإنه مجرد زواج وعمل ومنزل... ولكن لا أحد يرى الحروب اللتي نخوضها كل يوم في صمت."

نظر إليّ نظرة طويلة، فيها امتنان صامت، قبل أن يقول: "الأصعب هو ... عندما تشعر بأنك أصبحت غريب في بيتك، صوتك غير مسموع، تعبك غير محسوب، وكأنك مجرد آلة تعمل، ومن المفروض أن تبقى تعمل ... وعندما تتعطل، لا أحد يسألك: ما بك؟"

ابتسمت ابتسامة صغيرة وقلت: "أتعلم... كل كرسي فارغ من حولنا، له قصة وصديق كان يجلس عليه يوماً ما، وقال نفس هذا الكلام. اليوم أنت هنا، تتكلم، وغداً سيأتي غيرك، يمكن أن أكون أنا، ويمكن أن يكون شخص آخر."

سادت لحظة صمت طويلة، ثم أكمل يوسف بصوت بدا أخف حزنًا: "ولكن غريب كيف أن جلسة بسيطة، وقهوة سادة، ومكان هادئ، قادرين أن يخففوا كل شيئ لا يستطيع أن يخففه الكلام داخل البيت."

أشرت إليه نحو الأشجار، وقلت: "هذة الحديقة، يا يوسف، رأت أكثر مما تتخيل. هنا قُلت أسراري، وهنا سمعت قصص الكثير من الناس. يجوز أن يكون السبب هو أن المكان يحتوي على حكايات جميلة وممتعة، لا تحكم عليك، ولا تقاطعك، ولا تردك— فقط تسمعك."

نهض يوسف ببطء، رفع كوبه ونظر إليه وكأنه يستودع آخر رشفة من رسالة صامتة، ثم قال: "شكراً لك على هذة القهوة، ليس طعمها هو اللذي جذبني... بل وجودي هنا في هذة الحديقة اللتي يخرج منها القصص."

تابع خطواته نحو البوابة، وفي اللحظة التي اختفى فيها خلف الجدار، التفت نحو الكرسي الذي تركه خلفه فارغًا.

ذلك الكرسي لم يكن يومًا مجرد مقعد خشبي، بل كان شاهدًا على كل ما مرّ من هنا، من كلمات، دموع، ضحكات، وأسرار.

ومنذ تلك الليلة، كلما جلست في الحديقة، نظرت إلى الكراسي الفارغة حولي وأدركت أن لكل واحد منها قصة لم تُحكَ بعد... وربما هذا الكتاب هو محاولة لملء هذه الكراسي بالحكايات التي عاشت هنا، في هذه الحديقة، حيث لا شيء يزهر هنا سوى الحياة، الأمل، الحكمة، والسعي قدماً.

فهيّا بنا نعيش هذة القصص بيننا وبين أنفسنا ولنتعلم منها طرق تفكير جديدة لكي نسعى نحو القمة.

$
Buy this
0 sales

You'll get a great and beatiful book that telling an interesting stories from the backyard about life, work, and family, a lot of stories are burn from the backyard. Bye this book and be a part of these stories.

34 Pages
5$
High resolution of designs
5$
Lifestyle stories
5$
Copy product URL